البخار سحاباً ويحتبس الدخان فيه. فإن بقي على حرارته قصد الصعود وإن صار بارداً قصد النزول. وأما ما كان يمزق السحاب تمزيقاً عنيفاً فيحدث منه الرعد وربما يشتعل ناراً لشدة المحاكة فيحدث منه البرق إن كان لطيفاً والصاعقة إن كان غليظاً كثيراً فتحرق كل شيء أصابته فربما تذوب الحديد على الباب ولا تضر الخشبة وربما تذوب الذهب في الخزنة ولا تضر الخرقة وقد تقع على الجبل فتشقه وقد تقع على الماء فيحرق فيه حيوانه. واعلم أن الرعد والبرق كلاهما يحدثان معاً لكن ترى البرق قبل أن تسمع الرعد وذلك لأن الرؤية تحصل لمحاداة النظر وأما السمع فيتوقف على وصل الصوت إلى الصماخ وذلك يتوقف على تموج الهواء. وذهاب النظر أسرع من وصول الصوت. ألا ترى أن القصار إذا ضرب الثوب على الحجر فإن النظر يرى ضرب الثوب على الحجر ثم السمع يسمع صوته بعد ذلك بزمان. والرعد والبرق لا يكونان في الشتاء لقلة البخار الدخاني ولهذا لا يوجدان في البلاد الباردة ولا عند نزول الثلج لأن البرد يطفئ البخار الدخاني والبرق الكثير يقع عنده مطر كثير لتكاثف أجزاء الغمام. فإنها إذا تكاثفت انحصر الماء فإذا نزل بشدة كما إذا احتبس الماء ثم انطلق فإنه يجري جرياً شديداً (كله من عجائب المخلوقات للقزويني)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015