الأبصار بحسن منظرها البارع عجيبة الشأن. قرطبية البنيان. مبانيها كلها بمنجوت الحجر المعروف بالكذان. يشقها نهر معين ويطرد في جنباتها أربع عيون قد زخرفت منها لملكها كنياه فاتخذها حاضرة ملكة الإفرنجي. تنتظم بلبتها قصوره انتظام العقود في نحور الكواعب. ويتقلب من بساتينها وميادينها بين نزهةٍ وملاعب. فكم له فيها من مقاصير ومصانع. ومناظر ومطالع. وكم له بجهاتها من ديارات قد زخرف بنيانها. ورفه بالإقطاعيات الواسعة رهبانها. وكنائس قد صيغ من الذهب والفضة صلبانها. للمسلمين في هذه المدينة أرباض قد انفردوا فيها بسكناهم عن النصارى والأسواق معمورة بهم وهم التجار فيها ويصلون الأعياد بخطبةٍ ودعاؤهم فيها للعباسيين. ولهم بها قاص يرتفعون إليه في أحكامهم. ولهذه المدينة شبه بقرطبة أن لها مدينة قديمة تعرف بالقصر القديم هي في وسط المدينة الحديثة وعلى هذا المثال موضع قرطبة. وبهذا القصر ديار كأنها القصور المشيدة. لها مناظر في الجو مظلمة تحار الأبصار في حسنها (كنيسة بلرمة) ومن أعجب ما شاهدناه بها من أمور النصارى كنيسة تعرف بكنيسة الأنطاكي فأبصرناها يوم الميلاد وهو يوم عيد لهم عظيم وقد احتفلوا لها رجالاً ونساءً فأبصرنا من بنيانها مرأى يعجز الوصف عنه ويقع القطع بأنه أعجب مصانع الدنيا المزخرفة. جدرها الداخلة ذهب كلها وفيها من ألواح الرخام الملون ما لم ير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015