متوجهين إلى مدينة بلرمة. وسرنا قريباً من الساحل بحيث يبصره رأي العين. وأرسل الله علينا ريحاً شرقية رخاء طيبة زجت الزورق أهنا تزجيةٍ. وسرنا نسرح اللحظ في عمائر وقرى متصلة وحصون ومعاقل في فتن الجبال مشرقةٍ. وأبصرنا عن يميننا في البحر تسع جزائر قد قامت خيالاً مرتفعة على مقربة من بر الجزيرة اثنان منها تخرج منهما النار دائماً. وأبصرنا الدخان صاعداً منهما ويظهر بالليل ناراً حمراء ذات ألسن تصعد في الجو. وهو البر كان المشهور خبرة. وأعلمنا أن خروجها من منافس في الجبلين المذكورين يصعد منها نفس ناري بقوة شديدة يكون عنه النار. وربما قذف فيها الحجر الكبير فتلقي به إلى الهواء بقوة ذلك النفس وتمنعه من الاستقرار والانتهاء إلى القعر. وهذا من أعجب السموعات الصحيحة. وأما الجبل الشامخ الذي بالجزيرة المعروف بجبل النار فشانه عجيب. وذلك أن ناراً تخرج منه كالسيل العرم. فلا تمر بشيء إلا أحرقته حتى تنتهي إلى البحر. فتركب ثبجه على صفحة حتى تغوص فيه. فسبحان المبدع في عجائب مخلوقاته وحللنا هشي يوم الأربعاء مرسى مدينة شلفودى.

(ومدينة شلفودى) هي مدينة ساحلية كثيرة الخطب واسعة المرافق منتظمة أشجار الأعناب وغيرها. مرتبة الأسواق تسكنها طائفة من المسلمين. وعليها قنة جبل واسعة مستديرة فيها قلعة لم ير أمنع منها اتخذوها عدةً لأسطول يفاجأهم من جهة البحر من جهة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015