حيا الله عمر ونكس أعلامه والله إنه ظلمني. فلما سمع عمر مقالتها ارتاح من ذلك وقال لها: يا خالة بماذا ظلمك عمر بن الخطاب. قالت له: نعم والله ظلمنا عن الراعي عليه أن يفتش على حال كل من رعيته. لعله يوجد فيها من هو مثلي ضيق اليد كثير الصبية ولا معين ولا مساعد له فيتولى لوازمه ويسمح له من بيت المال بما يقوته وعياله أو صبيته فقال لها عمر: ومن أين يعلم بحالك وما أنت به من الفاقة مع كثرة الصبية كان يجب عليك أن تتقدمي وتعلميه بأمرك. فقالت: لا والله إن الراعي الحر يجب عليه أن يفتش على احتياجات رعيته خصوصاً وعموماً فلعل ذلك الشخص الفقير الحال الضيق اليد غلبه حياؤه ومنعه من التقدم إلى راعيه ليعلمه بحاله. فعلى عمر السؤال عن حال الفقراء في رعيته أكثر من تقدم الفقير إلى مولاه لإعلامه بحاله. الراعي الحر إذا أهمل ذلك فيكون هذا ظلماً منه وهذه سنة الله ومن تعداها فقد ظلم. فعند ذلك قال لها عمر: صدقت يا خالة ولكن عللي الصبية والساعة آتيك: ثم خرج وخرجت معه وكان قد بقي من الليل ثلثه الأخير. فمشينا والكلاب تنبحنا وأنا أطردها أذبها عني وعنه إلى أن انتهينا إلى بيت الذخيرة ففتحه وحده ودخل وأمرني فدخلت معه. فنظر يميناً وشمالاً فعمد إلى كيس من الدقيق يحتوي على مائة رطل وينيف فقال لي: يا عباس حول على كتفي فحملته إياه ثم قال لي: أحمل أنت هاتيك جرة السمن. وأشار إلى جرة هناك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015