204 شخص مضر وربيعة وإياد وأنمار أولاد نزار إلى أرض نجران. فبينما هم يسيرون إذ رأى مضر كلأ قد رعي فقال: البعير الذي رعى هذا أعور. فقال ربيعة: وهو أزور. قال إياد: وهو أبتر. وقال أنمار: وهو شرود. فلم يسيروا إلا قليلاً حتى لقيهم رجل على راحلةٍ فسألهم عن البعير. فقال مضر: أهو اعور. قال: نعم قال ربيعة أهو أزور. قال: نعم قال إياد أهو ابتر: قال: نعم. قال أنمار: أهو شرود. قال: نعم. فقال: هذه والله صفات بعيري دلوني عليه. فحلفوا أنهم ما رأوه. فلزمهم وقال: كيف أصدقكم وأنتم تصفون بعيري بصفته. فساروا حتى قربوا نجران فنزلوا بالأفعى الجرهمي. فنادى صاحب البعير: هؤلاء القوم وصفوا لي بعيراً بصفته ثم أنكروه. فقال الجرهمي: كيف وصفتموه ولم تروه. فقال مضر: رأيته يرعى جانباً ويدع جانباً فعلمت انه أعور. وقال ربيعة: رأيت إحدى يديه ثابتة الأثر والأخرى فاسدة الأثر فعلمت أنه أفسدها بشدة وطئه لازوراره. وقال إياد: عرفت بتره بإجماع بعره ولو كان ذالاً لتفرق. وقال أنمار عرفت أنه شرود لكون أنه كان يرعى في المكان الملتف نبته ثم يجوز إلى مكان أرق منه وأخبث.
فقال الأفعى: ليسوا بأصحاب بعيرك. ثم سألهم من هم فأخبروه. فرحب وأضافهم وبالغ في إكرامهم (ثمرات الأوراق للحموي)