وإنا لنقري الضيف قبل نزوله ... ونشبعه بالبشر من وجه ضاحك
158 ومن آداب المضيف أن يحدث أضيافه بما تميل إليه نفوسهم. ولا ينام قبلهم. ولا يشكو الزمان بحضورهم. ويبش عند قدومهم ويتألم عند وداعهم. وأن لا يحدث بما يروعهم به. ويجب على المضيف أن يراعي خواطر أضيافه كيفما أمكن. ولا يغضب على أحد بحضورهم. ولا ينغص عيشهم بما يكرهونه. ولا يعبس بوجهه. ولا يظهر نكداً. ولا ينهر أحداً ولا يشتمه بحضرتهم بل يدخل على قلوبهم السرور بكل ما أمكن. وعليه أن يسهر مع أضيافه ويؤانسهم بلذيذ المحادثة وغريب الحكايات. وأن يستميل قلوبهم بالبذل لهم من غرائب الطرف إن كان من أهل ذلك. وعلى المضيف إذا قدم الطعام إلى أضيافه أن لا ينتظر من يحضر من عشيرته. فقد قيل: ثلاثة تضني سراج لا يضيء ورسول بطيء ومائدة ينتظر لها من يجيء. ومن السنة أن يشيع المضيف الضيف إلى باب الدار.
159 قال بعض السلف: ما استكمل عقل امرئ حتى يكون فيه عشر خصال. الرشد منه مأمولا. والكبر منه مأمونا. نصيبه من الدنيا القوت. والذي أحب إليه من العز. والفقر أحب إليه من الغنى ويستقل كثير المعروف من نفسه. ويستكثر قليل المعروف من غيره. ولا يسأم من طلب العلم طول عمره. ولا يتبرم من طلب الحوائج قلبه. والعاشرة أن يرى الناس كلهم خيراً منه (لابن المعتز)