قال علي بن أبي طالب:
حرص بنيك على الآداب في الصغر ... كيما تقر بهم عيناك في الكبر
وإنما مثل الآداب تجمعها ... في عنفوان الصبا كالنقش في الحجر
هي الكنوز التي تنمو ذخائرها ... ولا يخاف عليها حادث العبر
إن الأديب إذا زلت به قدم ... يهوي على فرش الديباج والسرر
قال غيره:
من لم ير التأديب في صغر الصبا ... شمخ الفلاح عليه في وقت الكبر
156 (الآداب في الأكل) . قال بعضهم: إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله في أول أكله وآخره. وعلى من يأكل أن يلحق بالآداب والرسوم المستحسنة. منها أن يأكل بيمينه ويشرب بيمينه. وألا يأكل ويشرب قائماً. وأوصى رجل من خدم الملوك ابنه فقال: إذا أكلت فضم شفتيك ولا تلتفنن يميناً ولا شمالاً وتلقمن بسكين. ولا تجلس فوق من هو أشرف منك وأرفع منزلاً. ولا تبصق في الأماكن النظيفة. ومن حسن الآداب أن يعرض عن البطنة. قال بعضهم: من قل طعامه صح جسمه وصفا قلبه. من كثر طعامه سقم جسمه وقسا قلبه. قال آخر: لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب. فإن القلب كالزرع. إذا كثر عليه الماء مات. قال ابن المقفع: كانت ملوك الأعاجم إذا رأت الرجل نهماً شرهاً