وأغصان هذه الشجرة الزلالية آدب منهما السنا. ولا أحسن ألفاظاً. ولا اشد اقتداراً منهما على تأدية ما حفظا ورويا. أسأل الله تعالى أن يزيد بهما الحق تأييداً وعزا. ويدخل بهما إلى أهل الضلال ذلا وقمعا. فأمن الرشيد على دعائي. ثم ضمهما إليه وجمع عليهما يديه. فلم يبسطهما حتى رأيت الدموع تتحدر على صدره. ثم أمرهما بالخروج (كتاب الدراري للحلبي) قال علي بن أبي طالب:
الناس من جهة التمثال أكفاء ... أبوهم آدم والأم حواء
فإن يكن لهم في أصلهم شرف ... يفاخرون به فالطين والماء
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم ... على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه ... والجاهلون لأهل العلم أعداء
وإن أتيت بجود في ذوي نسب ... فإن نسبتنا جود وعلياء
ففز بعلم تعش حياً به أبداً ... الناس موتى وأهل العلم أحياء
133 اعلم أن العلم شرف للإنسان. وفخر له في جميع الأزمان. وهو العز الذي لا يبلى جديده. والكنز الذي لا يفنى مزيده. وقدره عظيم. وفضله جسيم. ولقد أحسن من قال:
ما أحسن العقل والمحمود من عقلا ... وأقبح الجهل والمذموم من جهلا
فليس يصلح نطق المرء في جدل ... والجهل يفسده يوماً إذا سئلا
134 ثم اعلم أن الدنيا ربما أقبلت على الجاهل بالاتفاق. وأدبرت