حرام أو مكروه. بل هذا كثير وغالب في العادة. والسلامة لا يعادلها شيء. قال وهيب بن الورد: بلغنا أن الحكمة عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت والعاشرة في عزلة الناس. ومن كلام الحكماء: من نطق من غير خير فقد لغا. ومن نظر في غير اعتبار فقد سها. ومن سكت في غير فكر فقد لها. وقيل: لو قرأت صحيفتك. لأغمدت صفيحتك. ولو رأيت ما في ميزانك. لختمت عن لسانك. وقيل: الكلمة أسيرة في وثاق الرجل. فإذا تكلم بها صار في وثاقها. يقول اللسان كل صباح وكل مساء للجوارح: كيف أنتن. فيقلن بخير إن تركتنا (للابشيهي) قال علي بن أبي طالب:
إن القليل من الكلام بأهله ... حسن وإن كثيره ممقوت
ما زل ذو صمت وما من مكثر ... إلا يزل وما يعاب صموت
إن كان ينطق ناطق من فضله ... فالصمت در زانه ياقوت
110 قال بعض الحكماء: إذا قلت فأوجز. فإذا بلغت حاجتك فلا تتكلف. وقال أيضاً: أنت سالم ما سكت. فإذا تكلمت فلك أو عليك. وقال عمرو بن العاص: الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع. وإن أكثرت منه صدع. وقال لقمان لابنه: يا بني إن من الكلام ما هو أشد من الحجر. وأنفذ من وخز الإبر. وأمر من الصبر. وأحر من الجمر. وإن القلوب مزارع فازرع فيها طيب