قال الأصمعي: قلت لبشار: رأيت رجال الرأي يتعجبون من أبياتك في المشورة. فقال: أو ما علمت أن المشاور بين إحدى الحسنيين. صواب يفوز بثمرته. أو خطاء يشارك في مكروهه. فقلت له: أنت في هذا الكلام أشعر منك في شعرك. وقال الجاحظ: المشورة لقاح العقول ورائد الصواب والمستشير على طرف النجاح. واستشارة المرء برأي أخيه من عزم الأمور وحزم التدبير. وقال عبد الملك بن مروان: لأن أخطئ وقد استشرت أحب إلي من أن أصيب وقد استبددت برأيي من غير مشورة (لأبي نصر المقدسي) ولقد أحسن من قال:
لا تحقرن الرأي وهو موافق ... حكم الصواب إذا أتى من ناقص
فالدر وهو أجل شيء يقتنى ... ما حط قيمته هوان الغائص
قال الأرجاني وأجاد:
شاور سواك إذا نابتك نائبة ... يوماً وإن كنت من أهل المشورات
فالعين تنظر منها ما دنا ونأى ... ولا ترى نفسها إلا بمرآة
وقال أيضاً:
خصائص من تشاوره ثلاث ... فخذ منها جميعاً بالوثيقة
وداد خالص ووفور عقل=ومعرفة بحالك والحقيقة فمن حصلت له هذي المعاني=فتابع رأيه والزم طريقه