كما صبر غيرك عنك. فكما يدين الفتى يدان. وجزاء الدهر بميزان. ومن بذر حباً في أرض فبقدر بذره يكون الثمر. والجاهل لا يبصر من أين تأتيه سهام الدهر. وإن حقاً عليك أن لا تجزعي من هذا الأمر. وأن تتدرعي له بالرضا والصبر. فقالت اللبؤة: كيف لا أجزع وهو قرة العين وواحد القلب ونزهة الفكر. وأي حياة تطيب لي بعده. فقال لها القرد: أيتها للبؤة ما الذي كان يغديك ويعشيك. قالت: لحوم الوحوش. قال القرد: أما كان لتلك
الوحوش التي كنت تأكليها آباء وأمهات. قالت: بلى. قال القرد: فما بالنا لا نسمع لتلك الآباء ولا الأمهات صياحاً وصراخاً كما سمع منك ولقد أنزل بك هذا الأمر جهلك بالعواقب وعدم تفكرك فيها. وقد نصحتك حين حقرت حق الجوار. وألحقت بنفسك العار. وجاوزت بقوتك حد الإنصاف. وسطوت على الظباء الضعاف. فكيف وجدت طعم مخالفة الصديق الناصح.. قالت اللبؤة: وجدته مر المذاق. ولما علمت اللبؤة أن ذلك بما كسبت يدها من ظلم الوحوش رجعت عن صيدها ورمت نفسها باللوم. وصات تتقنع بأكل النبات وحشيش الفوات (بستان الاذهان للشبراوي)
وهو مثل من يمنعه التفكر في مستقبل الأمر عن الانتفاع بالحاضر
82 حكي أن ساعة قديمة كانت مركوزة في مطبخ أحد الدهاقنة