الفهم. ورائده العينان. وطليعته الأذنان. وهما في النقل سواء لا يكتمانه أمراً ولا يطويان دونه سراً (يريد العين والأذن)

الدهر وحوادثه

32 لقي رجل حكيماً فقال: كيف ترى الدهر قال يخلق الأبدان ويجدد الآمال ويقرب المنية. ويباعد الأمنية قال: فما حال أهله. قال: من ظفر منهم لغب. ومن فاته نصب. قال: فما يغني عنه. قال: قطع الرجاء منه. قال: فأي الأصحاب أبر وأوقى. قال: العمل الصالح والتقوى. قال أيهم أضر وأردى. قال: النفس والهوى. قال: فأين المخرج. قال: سلوك المنهج. (زهر الآداب للقيرواني) 33 قال بعض الحكماء: أف للدهر ما أكدر صافيه وأخيب راجيه. وأعدى أيامه ولياليه. وقيل: يسار الدهر في الأخذ أسرع من يمينه في البذل. لا يعطى بهذه إلا ارتجع بتلك. وقال آخر: الدهر لا يؤمن يومه. ويخاف غده. يرضع ثديه وتجرح يده. وقيل: الدهر يغر ويمر. ويسوء من حيث يسر. وقال آخر الدهر لا تنتهي فيه المواهب. حتى تتخللها المصائب. ولا تصفو فيه المشارب. حتى تكدرها الشوائب. (وفي فصل ابن المعتز) : هذا زمان متلون الأخلاق متداعي البنيان. موقظ الشر منيم الخبر. مطلق أعنة الظلم. حابس روح العدل. قريب الأخذ من الإعطاء والكآبة من البهج والقطوب من الشر. مر الثمرة بعيد المجتنى. قابض على النفوس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015