كان بصيراً. فسمعت عفيرة قوله فقالت يا عبد الله عمى القلب عن الله أشد من عمى العين عن الدنيا. وإني لوددت أن الله وهب لي كنه محبته وأن لم يبق مني جارحة إلا أخذها: (لليمني) قال بعض الزاهدين متغزلاً في حبه تعالى:

هجرت الخلق طراً في رضاكا ... ويتمت العيال لكي أراكا

فلو قطعتني في الحب إربا ... لما حن الفؤاد إلى سواكا

قال غيره:

إذا أمسى وسادي من تراب ... وبت مجاور الرب الرحيم

فهنوني أصيحابي وقولوا ... لك البشرى قدمت على كريم

قال آخر:

ما زال يحتقر الدنيا بهمته ... حتى ترقت إلى الأخرى به هممه

رث اللباس جديد القلب مستتر ... في الأرض مشتهر فوق السما نسمه

طوبى لعبد بحبل الله معتصم ... على صراط سوي ثابت قدمه

قال ابن الصيفي:

يا طالب الطب من داء أصيب به ... إن الطبيب الذي أبلاك بالداء

هو الطبيب الذي يرجى لعافية ... لا من يذيب لك الترياق في الماء

قال علي بن أبي طالب:

لبيك لبيك أنت مولاه ... فارحم عبيداً فأنت منجاه

يا ذا المعالي إليك معتمدي ... طوبى لمن كنت أنت مولاه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015