شخصية وخفة وزنه له شم ليس لشيء من الحيوان مثل ذلك. فإذا وقع شيء من يد الإنسان في موضع لا ترى فيه شيئاً من النمل فلا يلبث أن يقبل كالخيط الأسود الممدود إلى ذلك الشيء. ويشم رائحة الشيء الذي لو وضعته على أنفك ما وجدت له رائحة. (للقزويني)
435 السمك من خلق الماء وهو أنواع كثيرة ومنه كبار. وما لا يدركه الطرف لصغره وكله يأوي الماء ويستنشقه كما يستنشق بنو آدم وحيوان البر الهواء إلا أن حيوان البر يستنشق الهواء بالأنف ويصل بذلك إلى قصبة الرئة. والسمك يستنشق الهواء بالأنف ويصل بذلك على قصبة الرئة. والسمك يستنشق بأصداغه فيقوم له الماء في تولد الروح الحيواني في قلبه مقام الهواء. وإنما استغنى عن الهواء في إقامة الحياة ولم نستغن نحن وما أشبهنا من الحيوان عنه لأنه من عالم الماء ونحن من عالم الأرض. وصغار السمك تحترس من كباره ولذلك تطلب ماء الشطوط والماء القليل الذي لا يحمل الكبير. وهو شديد الحركة لأن قوته المحركة للإرادة تجري في مسلك واحد لا ينقسم في عضو خاص. وهذا بعينه موجود في الحياة. ومن جملة أنواعه السقنفور والدلفين والخرشفلي والتمساح. ومن أصنافه ما هو على شكل الحياة وغير ذلك.
436 (الدلفين) . دابة من البحر تنجي الغريق تمكنه من ظهرها ليستعين به على السباحة. وهو كثير بأواخر نيل مصر من جهة البحر