تعظيماً لها لا خوفاً عليها. لأن تلك البلاد آمنة. ثم وصلنا إلى البلدة المعروفة باسم سلطوق وبينها وبين أول عمالة الروم ثمانية عشر يوماً في برية غير معمورة. منها ثمانية أيام لا ماء ها يتزود لها الماء ويحمل في الروايا والقرب على العربات. وكان دخولنا إليها في أيام البرد في منتصف ذي القعدة قلم نحتج إلى كثير من الماء. ورحلنا في هذه البرية ثمانية عشر يوماً مضحى ومعشى. وما رأينا إلا خيراً.
ثم وصلنا بعد ذك إلى حضن مهتولي وهو أول عمالة الروم. وكانت الروم قد سمعت بقدوم هذه الخاتون على بلادها فوصلها على هذا الحصن كفالي نقوله الرومي في عسكر عظيم وضيافة عظيمة. وجاءت الخواتين من دار أبيها ملك القسطنطينية. وبين مهتولي والقسطنطينية مسيرة اثنين وعشرين يوماً منها ستة عشر يوماً على الخليج وستة منه إلى القسطنطينية ولا يسافر من هذا الحصن إلا بالخيل والبغال. وتترك العربات به لأجل الوعر والجبال. وجاء كفالي المذكور ببغال كثيرة وبعثت إلي الخاتون بستة منها وأوصت أمير ذلك الحصن بمن تركته من أصحابي وغلماني مع العربات والأثقال فأمر لهم بدار. ورجع الأمير بيدرة بعساكره ولم يسافر مع الخاتون إلا ناسها. ثم وصلنا حصن مسلمة بن عبد الملك وهو بسفح جبل على نهر زخار يقال له إصطفيلي. ولم يبق من هذا الحصن إلا آثاره وبخارجه قرية كبيرة. ثم سرنا يومين ووصلنا إلى الخليج