وكان معها من الجواري نحو مائتين أكثرهم روميات وكان لها من العربات نحو أربعمائة عربة ونحو ألفي فرس لجرها وللركوب. وكان معها من الفتيان الروميين عشرة ومن الهنديين مثلهم وقائدهم الأكبر يسمى بسنبل الهندي وقائد الروميين يسمى بميخائيل. ويقول له الأتراك لؤلؤاً. وهو من الشجعان الكبار. وتركت أكثر جواريها وأثقالها بمحلة السلطان غذ كانت قد توجهت برسم الزيارة. وتوجهنا إلى مدينة أكك وهي مدينة متوسطة حسنة العمارة كثيرة الخيرات شديدة البرد. وعلى مسيرة يوم من هذه المدينة جبال الروس. وهم شقر الشعور زرق العيون قباح الصور أهل غدر وعندهم معادن الفضة ومن بلادهم يؤتى بسبائك الفضة التي بها يباع ويشترى في هذه البلاد ووزن السبيكة منها خمس أواق.
ثم وصلنا بعد عشر من هذه المدينة إلى مدينة سرداق وهي على ساحل البحر ومرساها من أعظم المراسي وأحسنها. وبخارجها البساتين والمياه وينزلها الترك وطائفة من الروم تحت ذمتهم. وهم أهل الصنائع وأكثر بيوتها خشب. وكانت هذه المدينة كبيرة فخرب معظمها بسبب فتنة وقعت بين الروم والترك. وكانت الضيافة تحمل إلى الخاتون في كل منزل من تلك البلاد من الخيل والغنم والبقر وألبان البقر والغنم. والسفر في هذه البلاد مضحى ومعشى. وكل أمير بتلك البلاد يصحب الخاتون بعساكره إلى آخر حد بلاده