وهم جلوس بين يديه على الأرض يسجون الله تعالى ويحمدونه. ثم قال الفتية لتادودسيوس: نستودعك الله ونقرأ عليك السلام حفظك الله ومد ملكك ونعيذك بالله من شر الجن والإنس. فبينما الملك قائم رجعوا إلى مضاجعهم فناموا وتوفى الله أرواحهم. وقام الملك فجعل ثيابه عليهم. وأمر أن يجعل لكل واحد تابوت من ذهب. فلما أمسوا ونام أتوه في المنام وقالوا: إنا لم نخلق من ذهب ولا فضة ولكنا خلقنا من التراب وإلى التراب نصير. فاتركنا كما كنا في الكهف على التراب حتى يبعنا الله. فأمر الملك حينئذ بتابوت من ساج فجعلوا فيه. وحجبهم الله حين خرجوا من عندهم بالرعب فلم يقدر أحد أن يطلع عليهم. وأمر الملك فجعل على باب الكهف مسجداً يصلى فيه. وجعل لهم عيداً عظيماً. (للدميري بتلخيص)
387 السفر أحد أساب المعاش التي بها قوامه ونظامه لأن الله تعالى لم يجمع منافع الدنيا في أرض بل فرقها وأحوج بعضها إلى بعض. ومن فضله أن صاحبها يرى من عجائب الأمصار. وبدائع الأقطار.