الجبار. ثم إن أرموس وأصحابه بعثوا بريداً على ملكهم الصالح تاودسيوس أن عجل لعلك تنظر على آية من آيات الله تعالى جعلها الله آية على ملكك. وجعلها أية للعالمين ليكون ذلك نوراً وضياءً وتصديقاً بالبعث. فأعجل على فتية بعثهم الله وكان قد توفاهم منذ أكثر من ثلاثمائة سنة. فلما أتى الملك الخبر قام من السدة التي كان عليها وذهب عنه همه. وقال: أحمد الله رب العالمين رب السماوات والأرض وأعبدك وأسج لك. تطولت علي ورحمتني برحمتك فلم تطفئ النور الذي كنت جعلته لآبائي.
فلما أنبئ به أهل المدينة ركبوا إليه وساروا معه حتى صعدوا نحو الكهف وأتوه فلما أرى الفتية تادوسيوس فرحوا به وخروا سجداً على وجوههم. وقام تاودوسيوس قدامهم ثم اعتنقهم وبكى.