وبين يديه الصنوج دائراً في الأسواق وقد احتوشه أهله وذوو قرابته. وبعضهم يضع على رأسه إكليلاً من الريحان يملأه جمراً ويصب عليه السندروس وهو مع النار كالنفط. ويمشي وهامته تحترق وروائح لحم رأسه تفوح وهو لا يتغير في مشيته. ولا يظهر منه جزع حتى يأتي النار فيثب فيها فيصير رماداً. فذكر بعض من حضر أن رجلاً منهم أراد دخول النار فلما أشرف عليها أخذ الخنجر فوضعه على رأس فؤاده فشقه بيده. ثم أدخل يده اليسرى فقبض على كبده فجذب منها ما تهيأ له وهو يتكلم. ثم قطع بالخنجر منها قطعة فدفعها إلى أخيه استهانة بالموت. وصبر على الألم ثم زج بنفسه في النار إلى لعنة الله. ومن عوائدهم القمار بالديكة والنرد والديكة عندهم عظيمة الأجسام وافرة الصياصي. يستعملون لها من الخناجر الصغار المرهفة ما يشد على صياصيها ثم ترسل. وقمارهم في الذهب والفضة والأرضين والنبات وغير ذلك. فيبلغ الديك الغالب جملة من الذهب. (كتاب سلسلة التواريخ)

نبذة من عوائد السودان

383 إن عاصمة ملك السودان تسمى بالغابة ويكتنفها الحدائق والمساكن وبناء بيوتهم بالحجارة وخشب السنط. وللملك قصر وقباب وقد أحاط بذلك كله حائط كالسور. وحول مدينة الملك غابات وشعراء يسكن فيها سحرتهم وهم الذين يقيمون دينهم. وفيها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015