ليقرأ عليه قراءة أبي عمرو. فقال بعض الحاضرين: أتريد أن تقرأ على الشيخ النحو. قال: فقلت: لا. فسألني آخر كذلك: فقلت: لا. فأنشد الشيخ وقال: قل لهم:
لست للنحو جئتكم ... لا ولا فيه أرغب
خل زيداً لشأنه ... أينما شاء يذهب
أنا ما لي ولامرئٍ ... أبد الدهر يضرب
368 كانت العرب تسنكف الانتساب إلى قبيلة باهلة وتضرب بها المثل في الحمق والجهل. ويحكى أن أعرابياً لقي شخصاً في الطريق فسأله: من أنت. فقال: من باهلة. فرثى له الأعرابي. فقال ذلك الشخص: وأزيدك أني لست من صميمهم ولكن من مواليهم. فأقبل الأعرابي عليه يقبل يديه ورجليه. فقال له: ولم هذا. فقال: لأن الله تبارك وتعالى ما ابتلاك بهذه الرزية في الدنيا إلا ويعوضك الجنة في الآخرة. (لابن خلكان)
369 حدثنا ابن زبنجٍ قال: كان أبان بن عثمان من أهزل الناس وأعبثهم. فبينا نحن ذات يوم عنده وعنده أشعب إذا أقبل أعرابيٌ ومعه جمل له. والأعرابي أشقر أزرق أزعر غضوب يتلظى كأنه أفعى ويتبين الشر في وجهه. ما يدنو منه أحدٌ إلا شتمه ونهره. فقال