بقعةٍ فيها ديكٌ مطبوخ. فتأمله ثم قال: أين الرأس. فقال الغلام: رميته. قال: إني لأكره أن يرمى برجله فكيف برأسه. ويحك أما علمت أن الرأس رئيس الأعضاء ومنه يصرخ الديك. ولولا صوته ما أريد. وفيه فرقه الذي يتبرك به. وعينه التي يضرب بها المثل. فيقال شراب كعين الديك. ودماغه مفييدٌ لوجع البطن. ولم أر عظماً أهش تحت الأسنان من عظم رأسه. وهبك ظننت أني لا آكله أما قلت عنده من يأكله. انظر في أي مكانٍ رميته فأتني به. فقال: بحياتك ما أدري أين رميته. قال: لكني أدري وأعرف. رميته في بطنط الله حسبك. نعوذ بالله من البخل وأهله. (للقيرواني)

الإصبع المقطوعة

354 قال الشيباني: بلغني أن أعرابيين ظريفين من شاطين العرب حطمتهما سنةٌ فانحدرا إلى العراق. فبينما هما يتماشيان في السوق وأسم أحدهما خندان إذا فارسٌ قد أوطأ دابته رجل خندان فقطع إصبعاً من أصابعه. فتعلقا به حتى أخذ أرش الإصبع. وكانا جائعين مقرورين. فلما صار المال بأيديهما قصد إلى بعض الكرابج فابتاعا من الطعام ما اشتهيا. فلما شبع صاحب خندان أنشأ يقول:

فلا غرثٌ ما دام في الناس كربجٌ ... وما بقيت في رجل خندان إصبع

السفط المقفل 355 أتي الحجاج بسفطٍ قد أصيب في بعض خزائن كسرى مقفلٍ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015