فقلت في نفسي: هذا جبارٌ عنيدٌ فإن امتنع من الشخوص لم أطق إشخاصه بنفسي ولا بمن معي ولا حفظه إلا أن يلحقني أمير البلد. وجزعت جزعاً شديداً ورابني منه استخفافه وتهاونه بأمري. يدعوني باسمي ولا يفكر في امتناعي من الأكل. ولا يسأل عما جئت به ويأكل مطمئناً وأنا مفكرٌ في ذلك. فلما فرغ من أكله وغسل يديه دعا بالنجور فتنجر وقام إلى الصلاة فصلى الظهر وأكثر من الدعاء والابتهال. ورأيت صلاته حسنةً. فلما انتقل من المحراب أقبل علي وقال: ما أقدمك يا منارة. فأخرجت كتاب أمير المؤمنين ودفعته إليه ففضه وقرأه. فلما أستتم قراءته دعا أولاده وحاشيته فأجتمع منهم خلقٌ كثيرٌ. فلم أشك أنه يريد أن يوقع بي. فلما تكاملوا ابتدأ فحلف أيماناً غليظةً فيها الطلاق والعتاق والحج والصدقة والوقف أن لا يجتمع اثنان في موضع واحدٍ. وأمرهم أن ينصرفوا

ويدخلوا منازلهم ولا يظهروا إلى أن يكشف لهم أمرٌ يعتمدون عليه وقال: هذا كتاب أمير المؤمنين بالمضي إليه ولست أقيم بعد نظري فيه ساعةً واحدةً. فاستوصوا بمن ورائي من الحريم خيراً. وما لي حاجةٌ أن يصحبني أحدٌ. هات قيودك يا منارة. فدعوت بها وكانت في سفطٍ ومد رجليه فقيدته وأمرت غلماني بحمله حتى صار في المحمل وركبت في الشق الآخر وسرت من وقتي. ولم ألق أمير ولا غيره. وسرت بالرجل وليس معه أحدٌ إلى أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015