وكان له صاحب مطبخ. فلما قرب إليه طعامه في بعض الأيام سقطت نقطةٌ من الطعام على يديه. فزوى لها الملك وجهه وعلم صاحب المطبخ أنه قاتله. فكفأ الصحفة على رأسه. فقال الملك: علي به. فلما أتاه قال له: قد علمت أن سقوط النقطة أخطأت بها يدك. فما عذرك في الثانية. قال: استحيت للملك أن يقتل مثلي في سني وقديم حرمتي في نقطةٍ فأردت أن أعظم ذنبي ليحسن به قتلى ولئلا ينسبك الناس إلى الظلم والجور. فقال له الملك: إن لطف الاعتذار ينجيك من القتل فأنت حر لوجه الله. (لابن عبد ربه)
330 رفع إلى هارون الرشيد أن رجلاً بدمشق من بقايا بني أمية عظيم المال كثير الجاه مطاعٌ في البلد له جماعةٌ وأولادٌ ومماليك يركبون الخيل ويحملون السلاح ويغزون الروم. وأنه سمحٌ جوادٌ كثير البذل والضيافة وأنه لا يؤمن منه. فعظم ذلك على الرشيد. قال منارة: وكان وقوف الرشيد على هذا وهو بالكوفة في بعض حججه في سنه ستٍ وثمانين ومائةٍ وقد عاد من الموسم. وقد بايع للأمين والمأمون والمعتصم أولاده فدعاني وهو خال. وقال: إني دعوتك لأمر يهمني وقد منعني النوم فأنظر كيف تعمل. ثم قص على خبر الأموي وقال: أخرج الساعة فقد أعددت لك الخيول وأزحت علتك في الزاد والنفقة والآلة. وتضم إليك مائة