رأى. ثم قال له: بعني هذا الجميل الذي فعلته البارحة مع الفقير بمائة ألف درهمٍ. فقال له النصراني: إني لا أبيع ذلك بملء الأرض ذهباً. فرحم الله ثراه وجعل الجنة مثواه. (للقليوبي)
328 روي أن أمير المؤمنين المنصور أهدر دم رجلٍ كان يسعى بفساد دولته مع الخوارج من أهل الكوفة. وجعل لمن دل عليه أو جاء به مائة ألف درهمٍ. ثم إن الرجل ظهر في بغداد. فبينما هو يمشي مختفياً في بعض نواحيها إذ بصر به رجلٌ من أهل الكوفة فعرفه فأخذ بمجامع ثيابه وقال: هذا بغية أمير المؤمنين. فبينما الرجل على هذه الحالة إذ سمع وقع حوافر الخيل. فالتفت فإذا فعن إلى الرجل المتعلق به وقال له: ما شأنك وهذا. فقال له: إنه بغية أمير المؤمنين الذي أهدر دمه وجعل لمن دل عليه مائة ألف درهمٍ. فقال: دعه. وقال لغلامه: أنزل عن دابتك وأحمل الرجل عليها. فصاح الرجل المتعلق به وصرخ واستجار بالناس وقال: أيحال بيني وبين بغية أمير المؤمنين. فقال له معنٌ: اذهب فقل لأمير المؤمنين وأخبره أنه عندي. فأنطلق الرجل إلى المنصور وأخبره. فأمر المنصور بإحضار معنٍ في الساعة. فلما وصل أمر المنصور إلى معن دعا جميع أهل بيته ومواليه وأولاده وأقاربه وحاشيته وجميع من يلوذ به وقال لهم: