المجنون: حالة النوم ليس له إحساسٌ. فقال الملك: قبل الدخول في النوم. فقال المجنون: كيف توجد لذته قبل وجوده. فقال الملك: بعد النوم. فقال المجنون: توجد لذته وقد انقضى. فتحير الملك وزاد إعجابه. وقال: لعمري إن هذا لا يحصل من عقلاء كثيرةٍ فأولى أن يكون نديمي في مثل هذا اليوم وأمر أن ينصب له تختٌ بإزاء شباك المجنون. ثم استدعى بالشراب فحضر. فتناول الكأس وشرب ثم ناول المجنون فقال: أيها الملك أنت شربت هذا لتصير مثلي فأنا أشربه لأصير مثل من. فأتعظ الملك بكلامه ورمى القدح من يده وتاب من ساعته. (للاتليدي)

الشاب السارق

318 سرق شابٌ سرقةً فأتى به إلى المأمون. فأمر بقطع يده فتقدم لتقطع يده فأنسد الشاب يقول:

يدي يا أمير المؤمنين أعيذها ... بعفوك أن تلقى نكالاً يشينها

فلا خير في الدنيا ولا حاجةٌ بها ... إذا ما شمالٌ فارقتها يمينها

وكانت أم الشاب واقفة على رأسه فبكت وقالت: يا أمير المؤمنين إنه ولدي وواحدي. ناشدتك الله إلا رحمتني وهدأت لوعتي. وجدت بالعفو عما استحق العقوبة. فقال المأمون: هذا حدٌ من حدود الله تعالى. فقالت: يا أمير المؤمنين اجعل عفوك عن هذا الحد ذنباً من الذنوب التي تستغفر منها. فرق لها المأمون وعفا عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015