244 مر بعض الملوك بغلام يسوق حماراً غير منبعثٍ وقد عنف عليه في السوق فقال: يا غلام أرفق به. فقال الغلام: أيها الملك في الرفق به مضرةٌ عليه. قال: وما مضرته. قال: يطول طريقه ويشتد جوعه. وفي العنف به إحسانٌ إليه. قال: وما الإحسان إليه. قال يخف حمله ويطول أكله. قال: فأعجب الملك بكلامه وقال له: قد أمرت لك بألف درهمٍ. فقال: رزقٌ مقدورٌ. وواهبٌ مأجورٌ. قال: وقد أمرت بإثبات اسمك في جيشي. فقال: كفيت مؤونةً. ورزقت بها معونةً. قال: لولا أنك حديث السن لاستوزرتك. قال: لن يعدم الفضل من رزق العقل. قال: فهل تصلح لذلك. قال: إنما يكون المدح والذم بعد التجربة. ولا يعرف الإنسان نفسه حتى يبلوها. قال: فاستوزره فوجده ذا رأيٍ صائبٍ وفهمٍ رحيبٍ ومشورةٍ تقع مواقع التوفيق. (للطرطوشي) 245 فر حماسٌ عن العدو منهزماً يوم الخندمة. فلامته امرأته. فقال:
أنك لو شاهدت يوم الخندمه ... إذ فر صفوانٌ وفر عكرمة
إذ لحقونا بالسيوف المسلمه ... يفلقن كل ساعدٍ وجمجمة
ضرباً فلا تسمع إلا غمغمه ... لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه