والإصغاء للمتكلم. قال بعض الحكماء لابنه: يا بني تعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الحديث. وليعلم الناس أنك أحرص على أن تسمع منك على أن تقول. فاحذر أن تسرع في القول فيما يجب عنه الرجوع بالفعل. قالوا: من حسن الأدب أن لا تغالب أحداً على كلامه. وإذا سئل غيرك فلا تجب عنه. وإذا حدث بحديثٍ فلا تنازعه إياه. ولا تقتحم عليه فيه. ولا تره أنك تعلمه.
يقال إن هشاماً كتب إلى ملك الروم: من هشام أمير المؤمنين إلى الملك الطاغية. فكتب إليه: ما ظنت أن الملوك تسب. وما الذي يؤمنك أن أجيبك: من ملك الروم إلى الملك المذموم.
212 قال إبراهيم النخعي: إذا دخل أحدكم بيتاً فليجلس حيث أجلسه أهله. قال سعيد بن العاص: ما مددت رجلي قط بين يدي جليسي. ولا قمت حتى يقوم. وقال أيضاً: لجليسي على ثلاثُ. إذا دنا رحبت به. وإذا جلس وسعت له. وإذا حدث أقبلت عليه. قال زيادٌ: إياك وصدور المجالس وإن صدرك صاحبها فإنها مجلس قلعةٍ. ولأن أدعى من بعد إلى قربٍ أحب إلي من أن أقصى من قرب إلى بعدٍ. قال ابن المعتز: لا تسرع إلى أرفع موضع في المجلس فالموضع الذي تحط إليه خيرٌ من الموضع الذي تحط منه. (لابن عبد ربه)