شيءٌ إلى شيءٍ أزين من حلمٍ إلى علمٍ. ومن عفو إلى قدرةٍ. قال معاوية: إني لأستحي من ربي أن يكون ذنبٌ أعظم من عفوي. أو جهلٌ أكبر من حلمي. أو عورةٌ لا أواريها بستري. وقال المورق العجلي: ما تكلمت في الغضب بكلمةٍ ندمت عليها في الرضا. (لابن عبد ربه) قال النواجي:

يخاطبني السفيه بكل قبحٍ ... وأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهةً وأزيد حلماً ... كعودٍ زاده الإحراق طيبا

142 قالت الحكماء: يدرك بالرفق مالا يدرك بالعنف. ألا ترى أن الماء على ليئه يقطع الحجر على شدته. وقال أشجع السلمي لجعفر بن يحيى: ما كاد يدرك بالرجال ولا بالمال ما أدركت بالرفق.

وقال النابغة.

ألرفق يمنٌ والأناة سعادةٌ ... فاستأن في رفق تلاق نجاحا

قال الشعبي لعبد الملك: إنك على إيقاع ما لم توقع أقدر منك على رد ما أوقعت. وأخذ ذلك الشاعر فقال:

فداويته بالحلم والمرء قادرٌ ... على سهمه ما دام في كفه السهم

(للثعالبي) قيل لهشام بن عبد الملك: تطمع في الخلافة وأنت بخيل جبانٌ. قال: ولم لا أطمع فيها وأنا حليم عفيفٌ. (لأبي الفرج)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015