وظل يريني الخطب كيف اعتداؤه ... وبت أريه الصبر كيف يكونه
139 قال علي بن أبي طالبٍ: اعلموا أن الصبر من الأمور بمنزلة الرأس من الجسد. إذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد. وإذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور. ولله من قال:
على قدر فضل المرء تأتي خطوبه ... ويجمد منه الصبر مما يصيبه
فمن قل فيما يلتقيه اصطباره ... فقد قل فيما يلتقيه نصيبه
قال الشبراوي:
وإذا مسك الزمان بضرٍ ... عظمت دونه الخطوب وجلت
وأتت بعده نوائب أخرى ... سئمت نفسك الحياة وملت
فاصطبر وانتظر بلوغ الأماني ... فالرزايا إذا تواليت تولت
قال محمود الوراق:
ألدهر لا يبقى على حالةٍ ... لكنه يقبل أو يدبر
فإن تلقاك بمكروهه ... فاصبر فإن الدهر لا يصبر
140 (من كتاب أنيس العقلاء) . اعلم أن النصر مع الصبر. والفرج مع الكرب. واليسر مع العسر. قال بعض الحكماء: بمفتاح عزيمة الصبر تعالج مغاليق الأمور. وقال بعضهم: عند انسداد الفرج. تبدو مطالع الفرج. (لبهاء الدين) ولله در من قال:
ألصبر مفتاح ما يرجى ... وكل صعبٍ به يهون