وهو مثل من أخذ بثأره بمثل ما ثئر به 129 زعموا أنه كان بأرض كذا تاجرٌ. وأنه أراد الخروج يوماً إلى بعض الوجوه ابتغاء الرزق. وكان عنده مئة من حديداً. فأودعها رجلاً من إخوانه وذهب في وجهه. ثم قدم بعد ذلك بمدةٍ. فجاء والتمس الحديد. فقال له صاحبه: قد أكلته الجرذان. فقال: قد سمعت أنه لا شيء أقطع من أنيابها للحديد. ففرح الرجل بتصديقه ما قال وادعى. ثم إن التاجر خرج فلقي ولداً للرجل. فأخذه وذهب به إلى منزله. فجاء الرجل من الغد. فقال: هل عندك علم بابني. قال: لما خرجت من عندك بالأمس رأيت بازياً قد اختطف صبياً. فلعله ابنك. فلطم الرجل على رأسه وقال يا قوم: هل سمعتم أو رأيتم أن البزاة تختطف الصبيان. فقال: نعم إن أرضا تأكل جرذانها مئة من حديدٍ ليس بعجب أن تختطف بزاتها الفيلة. قال الرجل: أكلت حديدك وهذا ثمنه. فاردد علي ابني.
وهو مثل من لا يتعظ بكلام غيره فيغامر بنفسه فيعطب 130 زعموا أن جماعةً من القردة كانوا سكاناً في جبل. فالتمسوا في ليلةٍ باردةٍ ذات رياح وأمطار ناراً فلم يجدوا. فرأوا يراعةً تطير كأنها شرارة نارٍ فظنوها ناراً. فجمعوا حطباً كثيراً وألقوه عليها.