قال: وكيف ذلك. قالت: ألم أقل لك: لا تأسفن على ما فاتك. وقد تأسفت علي وأنا فتك. وقلت لك: لا تصدق بما لا يكون وقد صدقت. فإنك لو جمعت عظامي ولحمي وريشي لم تبلغ عشرين مثقالاً. فكيف يكون في حوصلتي درة وزنها كذلك (للشريشي)
120 حكي أن كلباً كان من عادته إذا سمع صوت طبل في مكان ذهب إليه يظن أن فيه عرساً أو وليمةً. فعمل الناس حيلةً على ذلك الكلب وتواطئوا بأن يضربوا الطبل في قريتين كلما أتى الكلب إلى مضرب الطبل يسكت ويضرب في القرية الأخرى. ففعلوا ذلك. فجعل الكلب يجري بين القريتين كلما جاء قريةً منهما أسكتوا الطبل وضرب في القرية الأخرى. ولم يزل كذلك حتى مات الكلب جائعاً عطشاناً. (أنيس الجليس للسيوطي)
وهو مثل من لا يميز بين الأمور 121 حكي أن صياداً كان في بعض الخلجان يصيد فيه السمك في زورق. فرأى ذات يومٍ في عقيق الماء صدفة تتلألأ حسناً. فتوهمها جوهراً له قيمةٌ. وكان قد ألقى شبكته في البحر فاشتملت على سمكةٍ كانت قوت يومه فخلاها وقذف نفسه في الماء ليأخذ الصدفة. فلما أخرجها وجدها فارغة لا شيء فيها مما ظن. فندم على ترك ما في يده