بذلك. وكان قد أخبر بما قاله الذئب. فقال الأسد: أين كنت يا أبا الفوارسٍ. فقال: كنت أطلب لك الدواء. قال: وأي شيءٍ أصبت. قال: قيل لي: خرزةٌ في عرقوب أبي جعدة. قال: فضرب الأسد بيده في ساق الذئب فأدماه. ولم يجد شيئاً. وخرج دمه يسيل على رجله. وأنسل الثعلب. فمر به الذئب فناداه: يا صاحب الخف الأحمر إذا قعدت عند الملوك فأنظر ما يخرج منك. فإن المجالس بالأمانات.
وهو مثل من يكون وابصة سمعٍ ينخدع لكل شيءٍ 119 رجلٌ صاد قبرة. فقالت له: ما تريد أن تصنع بي. قال: أذبحك وآكلك. قالت: والله إني لا أسمن ولا أغني من جوع. ولا أشفي من قرمٍ. ولكني أعلمك ثلاث خصالٍ هي خير لك من أكلي: أما الواحدة فأعلمك إياها وأنا على يدك. والثانية إذا صرت على الشجرة. والثالثة إذا صرت على الجبل. قال: نعم. فقالت وهي على يده: لا تأسفن على ما فاتك. فخلى عنها. فلما صارت على الشجرة قالت له: لا تصدق بما لا يكون. فلما صارت على الجبل قالت: يا شقي لو ذبحتني لوجدت في حوصلتي درةً وزنها عشرون مثقالاً. (قال) فعض على شفتيه وتلهف ثم قال: هاتي الثالثة. قالت: قد نسيت الثنتين الأوليين فكيف أعلمك الثالثة.