إليه من العز في معصية الله. وحتى يكون الفقر في الحلال أحب إليه من الغنى في الحرام. وحتى يكون عيشة القوت وحتى يستقل الكثير من عمله ويستكثره من غيره. ولا يتبرم بطلب الحوائج قبله. وأن يخرج من بيته فلا يستقبل أحداً إلا رأى أنه دونه. (للمستعصمي) 107 قال بعض الشعراء:
لا تحقرن عدواً في مخاصمةٍ ... ولو يكون ضعيف البطش والجلد
فللبعوضة في الجرح المديد يدٌ ... تنال ما قصرت عنه يد الأسد
108 (من النهج) . كتب أمير المؤمنين إلى الحارث الهمداني: تمسك بحبل الدين. وانتصحه وأحل حلاله. وحرم حرامه. وصدق بما سلف من الحق واعتبر بما مضى من الدنيا ما بقي منها. فإن بعضها يشبه بعضاً وآخرها لاحقٌ بأولها. وكلها حائلٌ مفارقٌ. وعظم اسم الله أن تذكره إلا على حقٍ. وأكثر ذكر الموت وما بعد الموت. ولا تتمن الموت إلا بشرطٍ وثيقٍ. وأحذر كل عملٍ يرضاه صاحبه لنفسه. ويكرهه لعامة المؤمنين. وأحذر كل عملٍ يعمل في السر ويستحيا منه في العلانية. وأحذر كل عملٍ إذا سئل صاحبه عنه أنكر وأعتذر منه. ولا تجعل عرضك غرضا لنبال القوم. ولا تحدث بكل ما سمعت فكفى بذلك كذباً. ولا ترد على الناس كل ما حدثوك به فكفى بذلك جهلاً. واكظم الغيظ. وأحلم عند الغضب.