في مكان ولا على مكان. فإن المكان لا يحصره وكل ما في العالم فإنه تحت عرشه وعرشه تحت قدرته وتسخيره فإنه قبل خلق العالم كان منزهاً عن المكان. وليس العرش بحامل له بل العرش وحملته يحملهم لطفه وقدرته. وأنه تقدس عن الحاجة إلى المكان قل خلقه العالم وبعد خلقه وأنه متصفٌ بالصفة التي كان عليها في الأزل. ولا سبيل للتغير والانقلاب إلى صفاته. وهو سبحانه متقدسٌ عن صفات المخلوقين منزهٌ. وهو في الآخرة مرئيٌ كما نعلمه في الدنيا بلا مثل ولا شبهٍ. كذلك نراه في الآخرة بلا مثلٍ ولا شبهٍ. لأن تلك الرؤية لا تشابه رؤية الدنيا. ليس كمثله شيءٌ. (التبر المسبوك للغزالي)
3 قال الإمام عليٌ:
كيفية المرء ليس المرء يدركها ... فكيف كيفية الجبار بالقدم
هو الذي أنشأ الأشياء مبتدعا ... فكيف يدركه مستحدث النسم
قال آخر:
تبارك الله في علياء عزته ... فكل كل لسانٍ عن تعاليه
لا كون يحصره لا عين تنظره ... لا كشف يظهره لا جهر يبديه
حارت جميع الورى في كنه قدرته ... فليس يدرك معنى من معانيه
سبحانه وتعالى في جلالته ... وجل عزاً ولطفاً في تساميه