يشأ لم يكن. فهو المبدئ المعيد. الفاعل لما يريد. لا معقب لحكمه. ولا راد لقضائه. ولا مهرب لعبدٍ عن معصيته. إلا بتوفيقه ورحمته. ولا قوة له على طاعته. إلا بمحبته وإرادته. سميعٌ بصيرٌ متكلمٌ بكلام لا يشبه كلام خلقه. وكل ما سواه سبحانه وتعالى فهو حادثٌ أو جده بقدرته. وما من حركةٍ وسكونٍ إلا وله في ذلك حكمة دالةٌ على وحدانيته. قال أبو العتاهية:

فيا عجبا كيف يعصي الإله ... أم كيف يجحده الجاحد

وفي كل شيءٍ له آيةٌ ... تدل على أنه الواحد

ولله في كل تحريكةٍ ... وتسكينةٍ في الورى شاهد

وقال غيره:

كل ما ترتقي إليه بوهمٍ ... من جلالٍ وقدرةٍ وسناء

فالذي أبدع البرية أعلى ... منه سبحان مبدع الأشياء

(مستقطف الابشيهي)

تنزيه الخالق تعالى

2 اعلم أن البارئ تعالى ليس له صورةٌ ولا قالبٌ. وأنه تعالى ليس له صورةٌ ولا قالبٌ. وأنه تعالى لا ينزل ولا يحل في قالبٍ. وأنه منزهٌ عن الكيف والكم. وعن لماذا ولم. وأنه لا يشبهه شيءٌ. وكلما يخطر في الوهم والخيال والفكر من التكيف والتمثل. فإنه منزهٌ عن ذلك. لأن تلك من صفات المخلوقين وهو خالقها فلا يوصف بها. وأنه تعالى جده ليس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015