وله معه وقائع كثيرة. وكانت وفاته ببغداد. وإنما قيل له أبو نواس لذؤابتين كانتا له تنوسان على عاتقيه. وصفه أبو عبد الله الجماز قال: كان أبو نواس أظرف الناس منطقا وأغزرهم أدبا. وأقدرهم على الكلام وأسرعهم جوابا وأكثرهم حياء. وكان أبيض اللون جميل الوجه مليح النغمة والإشارة. ملتف الأعضاء بين الطويل والقصير. مسنون الوجه قائم الأنف. حسن العنين والمضحك. حلو الصورة لطيف الكف والأطراف. وكان فصيح اللسان جيد البيان. عذب الألفاظ حلو الشمائل كثير النوادر. وأعلم الناس كيف تكلمت العرب. راوية للأشعار علامة بالأخبار كأن كلامه شعر موزون (لابن خلكان والقيرواني)
هو أبو المظفر محمد بن أبي العباس الأبيوردي الشاعر المشهور. كان من الأدباء المشاهير راوية نسابة شاعرا ظريفا. قسم ديوان شعره إلى أقسام منها العراقيات ومنها النجديات وغير ذلك. وكان من أخبر الناس بعلم الأنساب. نقل عنه الحفاظ الأثبات الثقات. وكان فخر الرؤسات. حسن الاعتقاد جميل الطريقة متصرفا في فنون جمة من العلوم. عارفا بتاريخ العرب فصيح الكلام حاذقا في تصنيف الكتب. وافر العقل كامل الفضل. فريد دهره وحيد عصره. وكان فيه تيه وكبر وعزة نفس. ومن محاسن شعره قوله:
ملكنا أقاليم البلاد فأذعنت ... لنا رغبة أو رهبة عظماؤها
فلما انتهت أيامنا علقت بنا ... شدائد أيام قليل رخاؤها
وكان إلينا في السرور ابتسامها ... فصار علينا في الهموم بكاؤها
وصرنا نلاقي النائبات بأوجه ... رقاق الحواشي كاد يقطر ماؤها
إذا ما هممنا أن نبوح بما جنت ... علينا الليالي لم يدعنا حياؤها
وله تصانيف كثيرة مفيدة منها تاريخ أبيورد وكتاب المختلف والمؤتلف. وطبقات كل فن وما اختلف وائتلف في أنساب العرب. وله في اللغة مصنفات كثيرة لم يسبق إلى مثلها. وكان حسن السيرة جميل الأثر له معاملة صحيحة. وكانت وفاته بأصبهان مسموماً (لابن خلكان)
هو أبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري شاعر مقدم لا يعدل به أحد يفضل على حبيب. والناس في تفضيلهما على اختلاف. ولد بمنبج ونشأ وتخرج بها. ثم خرج إلى العراق ومدح جماعة من الخلفاء أولهم المتوكل وأقام ببغداد دهرا طويلا ثم عاد إلى الشام. وكان حسن المذهب نقي الكلام ختم به الشعراء المحدثون. وله تصرف في ضروب الشعر سوى الهجاء فإن بضاعته فيه نزرة. وحدث البحتري عن نفسه قال: وكان أول أمري أني دخلت على أبي