للفقيه الكاتب أبي عبد الله اللوشي رسالة كتب بها إلى أمير المسلمين يعزيه في

للفقيه الكاتب أبي عبد الله اللوشي رسالة كتب بها إلى أمير المسلمين يعزيه في الأمير مزدلي

أطال الله بقاء أمير المسلمين. وناصر الدين. الشائع عدله. السابغ فضله. العظيم سلطانه. العلي مكانه. السني قدره وشانه. في سعد تطرف عنه أعين النوائب. وجد تصرف دونه أوجه المصائب. كل رزء أدام الله تأييده وأن عظم وجل. حتى استولى على النفوس منه الوجل. إذا عدا بابه. وتخطى بنابه. فقد أخطأ بحمد الله المقتل. وصد عن سواء الغرض وعدل. وإذا كانت أقدار الله تعالى غالبة لا تصاول. وأحكامه نافذة لا تزاول. فالصبر لواقعها أولى. وكتبته أدام الله تأييده والنفس بنار زفراتها محترقة. والعين بماء عبراتها شرقة مغرورقة. لما نفذ قدر الله المقدور. وقضاؤه المسطور. من وفاة الأمير الأجل أبي محمد مزدلي قدس الله وجه. وسقى ضريحه. فيا له من رزء قصم الظهر. ووسم النجوم الزهر. وأذكى الأحزان. وأبكى الأجفان. وأقصى المهاد بمكانته من الدولة المنيفة. ومنزلته من الإمرة الرفيعة الشريفة. وعند الله نحتسبه ذخيرة عظمى. ونسأله المغفرة له والرحمة. فإنه كان نور الله وجهه متوفر الهمة على الجهاد. من أهل الجد في ذلك والاجتهاد. وحسبه أنه لم يقض نحبه إلا وهو متجهز في عساكره فأدركه الموت مهاجرا. ومع الله تاجرا. وأرجو أن يكون تعالى قد قرن له فاتحة السعادة. بخاتمة الشهادة. وأمير المسلمين أورى في الرئاسة زندا من أن تضعضعه الخطوب وأن أهمّت. وتوجعه الحوادث إذا ادلهمت. والله يحسن عزاءه على فجعه. ولا يدني حادثا بعده من ربعه. بمنه عز وجل.

كتب الوزير أبو محمد بن القاسم معزيا أبا الحسن بن زنباع قي قريب مات له

يشاطرك الصبابة والسهادا ... ويمخضك المحبة والودادا

صديق لو كشفت الغيب عنه ... وجدت هواك قد ملأ الفؤادا

يعز عليه رزء بت عنه ... شقيق النفس تلهمها سدادا

أنشفق للعباد ونحن منهم ... من الرب الذي خلق العبادا

أراد بنا الفناء على سواء ... ولا بد لنا مما أرادا

لئن قدمت علقما مستفادا ... لقد أكرمت حظا مستفادا

ومثلك لا يضعضعه مصاب ... ولا يعطي لنائبه قيادا

وما زلت الرشيد نهى وحاشى ... لمثلك أن نعلمه الرشادا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015