أأخاف صرف الدهر أم حدثانه ... والدهر للمنصور بعض عبيده
ملك نداه فكني وانتاشني ... من مخلبيه ومن إسار قيوده
ملك إذا حدثت عن إحسانه ... حدثت عن مبدي الندى ومعيده
ساد الملوك بفضله وبنفسه ... والعز من آبائه وجدوده
وإذا ترنمت الرواة بمدحه ... وثنائه اهتزت معاطف جوده
لأبي المعالي راحة وكافة ... كالغيث يوم بروقه ورعوده
صب بتحصيل الثناء وجمعه ... كلف ببذل المال أو تبديده
مازال يشمل حاسديه نواله ... حتى أقر به لسان حسوده
سل عفوه وحسومه في غمده ... وحذار ثم حذار من تجريده
يغشى الورى متلفعا بردائه ... ويخوضها متسربلا بحديده
فترى الشحاح يفر منه مهابة ... والموت بين لهاته ووريده
يتقهقر الجيش اللهام مخافة ... منه إذا وافى أمام جنوده
وتعود مخفقة الرجاء عداته ... وقلوبها خفاقة كبنوده
في مهرك إن كسرت فيه القنا ... وصل الحسام ركوعه بسجوده
جارى الغمام ففاته بنواله ... كرما وفاق كبيره بزهيده
والدين أصله وشد مناره ... حين اعتنى بحقوقه وحدوده
والملك لم ينفك يعمل عزمه ... في نصر ظاهره ونصح سعيده
إن المنايا والأماني لم تزل ... طوعا لسابق وعده ووعيده