فقالت ألي ابن الوليد الذي له ... يمين بها الإمحال والفقر يطرد
يجود وإن لم ترتحل يا ابن غالب ... إليه وإن لاقيته فهو أجود
من النيل إذ عم المنار غثاؤه ... ومن يأته من راغب فه أسمد
فإن ارتداد الهم عجز على الفتى ... عليه كما رد البعير المقيد
ولا نجح في هم إذا لم يكن له ... زماع وحبل للصريمة محصد
جرى ابن أبي العاصي فأحرز غاية ... إذا أحرزت من نالها فهو أمجد
وكان إذا احمر الشتاء جفانه ... جفان إليها بادئون وعود
لهم طرق أقوامهم قد عرفنها ... إليهم وأيديهم إلى الشحم جمد
وما من حنيف آل مروان مسلم ... ولا غيره إلا عليه لكم يد
إذا عد قوم مجدهم وبيوتهم ... فضلتم إذا ما أكرم الناس عددوا
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم ... هذا التقي النقي الطاهر العلم
إذا رأته قريش قال قائلها ... إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
ينمى إلى ذروة العز التي قصرت ... عن نيلها عرب الإسلام والعجم
يكاد يمسكه عرفان راحته ... ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
في كفه خيزران ريحه عبق ... من كف أروع في عرنينه شمم
يغضي حياء ويغضي من مهابه ... فما يكلم إلا حين يبتسم
ينشق نور الهدى من نور غرته ... كالشمس ينجاب عن إشراقها القتم