ولا يحسبون الخير لا شر بعده ... ولا يحسبون الشر ضربة لازب
حبوت بها غسان إذ كنت لاحقا ... بقومي وإذ أعيت علي مذاهبي
إلى الحارث الوهاب أعملت ناقتي ... لكلكلها والقصريين وجيب
لتبلغني دار امرئ كان نائياً ... فقد قربتني من نداك قروب
وأنت امرؤ أفضت إليك أمانتي ... وقبلك ربتني فضعت ربوب
فأدت بنو كعب بن عوف ربيبها ... وغودر في بعض الجنود ربيب
فوالله لولا فارس الجون منهم ... لآبوا خزايا والإياب حبيب
تقدمه حتى تغيب حجوله ... وأنت لبيض الدارعين ضروب
مظاهر سربالي حديد عليهما ... عقيلا سيوف مخذم ورسوب
فجادلتهم حتى اتقوك بكبشهم ... وقد حان من شمس النهار غروب
وقائل من غسان أهل حفاظها ... وهنب وقاس جالدت وشبيب
تخشخش أبدان الحديد عليهم ... كما خشخشت يبس الحصاد جنوب
تجود بنفس لا يجاد بمثلها ... وأنت بها يوم اللقاء تطيب
كأن رجال الأوس تحت لبانه ... وما جمعت جل معا وعتيب
رفا فوقهم سقب السماء فداحصٌ ... بشكته لم يستلب وسليب
كأنهم صابت عليهم سحابة ... صواعقها لطيرهن دبيب
فلم تنج إلا شطبة بلجامها ... وإلا طمر كالقناة تجيب
وإلا كمي ذو حفاظ كأنه بما ابتل من حد الظنات خضيب