هم قوموا درء الشآم وأيقظوا ... بنجد عيون الحرب وهي هواجع

يمدون بالبيض القواطع أيدياً ... وهن سواء والسيوف القواطع

إذا أسروا لم يأسر البغي عفوهم ... ولم يمس عان فيهم وهو كانع

إذا أطلقوا عنه جوامع غله ... تيقن إن المن أيضا جوامع

وإن صارعوا عن مفخر قام دونهم ... وخلفهم بالجد جد مصارع

فكم شاعر قد رامني فقذعته ... بشعري وهو اليوم خزيان ضارع

كشفت قناع عن حر وجهه ... فطيرته عن فكره وهو واقع

بعز يراها من يراها بسمعه ... ويدنو إليها ذو الحجى وهو شاسع

يود ودادا أن أعضاء جسمه ... إذا أنشدت شوقا إليها المسامع

قال أبو فراس الحمداني يفتخر

ووالله ما قصرت فيطلب العلى ... ولكن كان الدهر عني غافل

مواعيد آمال متى ما انتجعتها ... حلبت بكيات وهن حوافل

تدافعني الأيام عما أريده ... كما دفع الدين الغريم المماطل

فمثلي من نال الأعادي بسيفه ... ويا ربما غالته عنها الغوائل

وما لي لا تمسي وتصبح في يدي ... كرائم أموالي الرجال العقائل

احكم في الأعداء عنها صوارماً ... احكمها فيها إذا ضاق نازل

ومازال محمي الحمائل عنوة ... سوى ما أقلت في الجفون الحمائل

ينال اختيار الصفح عن كل مذنب ... له عندنا ما لا تنال الوسائل

لنا عقب الأمر الذي في صدوره ... تطاول أعناق العدى والكواهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015