نهضت بها وحدي وغيري مدع ... يشارك أهل القول شرك عنان

أينسى مقامي إذ أكافح دونه ... وقد طار قلب الذعر بالخفقان

ويذكر يوما قمت فيه بخطبة ... كآثار عد الماء بالسيلان

وما هو إلا المرء يقطع رأسه ... وإن دهنوه حيلة بدهان

تهاون بالإنصاف حتى أحله ... وقد كان ذا عز بدار هوان

ولو كان يعطي الزائرين حقوقهم ... لما تركوه في يد الحدثان

قال الطغرائي يفتخر

أبى الله أن أسمو غير فضائلي ... إذا ما سما بالمال كل مسود

وإن كرمت قبلي أوائل أسرتي ... فغني بحمد الله مبدأ سؤددي

يذم لأجلي المهر إن يكب مرة ... بجدي وإن ينهض بجدي يحمد

وما منصب إلا وقدري فوقه ... ولو حط رجلي بين نسر وفرقد

إذا شرفت نفس الفتى زاد قدره ... على كل أسنى منه ذكرا وأمجد

كذاك حديد السيف إن يصف جوهرا ... فقيمته أضعافه وزن عسجد

تكاد ترى من لا يقاس نجاده ... بشسعي إذا ما ضمنا صدر مشهد

وما المال إلا عارةٌ مستردة ... فهلا بفضلي كاثروني ومحتدي

إذا لم يكن لي في الولاية بسطة ... يطول بها باعي وتسطو بها يدي

ولا كان لي حكم مطاع أجيزه ... فأرغم أعدائي وكبت حسدي

فأعذر إن قصرت في حق مجتد ... وآمن أن يعتادني كيد معتد

أأكفى ولا أكفي وتلك غضاضة ... أرى دونها وقع الحسام المهند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015