فإنا ومن قد باد منا لكالذي ... يروح وكالقاضي البتات ليغتدي

وقال عروة بن الورد العبسي الملقب بعروة الصعاليك

فإن فاز سهم للمنية لم أكن ... جزوعاً وهل عن ذاك من متاخر

لحى الله صعلوكا إذا جن ليله ... مضى في المشاش آلفا كل مجزر

يعد الغنى من نفسه كل ليلةٍ ... أصاب قراها من صديق ميسر

ينام عشاء ثم يصبح طاويا ... يحت الحصى عن جنبه المتعفر

قليل التماس المال إلا لنفسه ... إذا هو أضحى كالعريش المجور

يعين نساء الحي لا يستعنه ... فيمسي طليحاً كالبعير المحسر

ولكن صعلوكا صحيفة وجهه ... كضوء شهاب القابس المتنور

مطلا على أعدائه يزجرونه ... بساحتهم زجر المنيح المشهر

وإن بعدوا لا يأمنون اقترابه ... تشوق أهل الغائب المتنظر

فذلك إن يلق المنية يلقها ... حميدا وإن يستغن يوما فأجدر

أيهلك معتم وزيد ولم أقم ... على ندب يوما ولي نفس مخطر

ستفزع بعد اليأس من لا يخافنا ... كواسع في أخرى السوام المنفر

يطاعن عنها أول الخيل بالقنا ... وبيض خفاف ذات لون مشهر

فيوما على نجد وغارات أهلها ... ويوم بأرض ذات شت وعرعر

يناقلن بالمشط الكرام إلى النهى ... نقاب الحجاز في السريح المسير

يريح على الليل أضياف ماجدٍ ... كريم ومالي سارحاً مال مقتر

سلي الساغب المعتر يا أم مالكٍ ... إذا ما اعتراني بين قدري ومجزري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015