وكنت قبيل الموت أستعظم النوى ... فقد صارت الصغرى التي كانت العظمى

مبيني أخذت الثار فيك من العدى ... فكيف بأخذ الثار فيك من الحمى

وما انسدت الدنيا علي لضيقها ... ولكن طرفا لا أراك به أعمى

فوا أسفا أن لا أكب مقبلا ... لرأسك والصدر الذي ملئا حزما

وأن لا ألاقي روحك الطيب الذي ... كان ذكي المسك كان له جسما

ولو لم تكوني بنت أكرم والد ... لكان أباك الضخم كونك لي أما

لئن لذ يوم الشامتين بيومها ... فقد ولدت مني لآنافهم رغما

تغرب لا مستعظما غير نفسه ... ولا قابلا إلا لخالقه حكما

ولا سالكا إلا فؤاد عجاجة ... ولا واجد إلا لمكرمة طعما

يقولون لي ما انت في كل بلدة ... وما تبتغي ما ابتغي جل أن يسمى

كأن بينهم عالمون بأنني ... جلوب إليهم من معادنه اليتما

وما الجمع بين الماء والنار في يدي ... بأصعب من أن أجمع الجد والفهما

ولكني مستنصر بذبابه ... ومرتكب في كل حال به الغشما

وجاعله يوم اللقاء تحيتي ... وإلا فلست السيد البطل القرما

إذا قل عزمي عن مدى خوف بعده ... فأبعد شيء ممكن لم يجد عزما

وإني لمن قوم كأن نفوسنا ... بها أنف أن تسكن اللحم والعظما

كذا أنا يا دنيا إذا شئت فاذهبي ... ويا نفس زيدي في كرائهها قدما

فلا عبرت بي ساعة لا تعزني ... ولا صحبتني مهجة تقبل الظلما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015