أسيف الدولة استنجد بصبر ... وكيف بمثل صبرك للجبال

فأنت تعلم الناس التعزي ... وخوض الموت في الحرب السجال

وقال يرثي جدته وكانت بئست منه لطول غيبته فكتب إليها كتابا فلما وصلها قبلته وحمت

وقال يرثي جدته وكانت بئست منه لطول غيبته فكتب إليها كتابا فلما وصلها قبلته وحمت من وقتها لما غلب من السور فماتت

ألا لا أري الأحداث حمدا ولا ذما ... فما بطشها جهلا ولا كفها حلما

إلى مثل ما كان الفتى مرجع الفتى ... يعود كما أبدي ويكري كما أرمي

لك الله من مفجوعة بحبيبها ... قتيلة شوق غير ملحقها وصما

أحن إلى الكأس التي شربت بها ... وأهوى لمثواها التراب وما ضما

بكيت عليها خيفة في حياتها ... وذاق كلانا ثكل صاحبه قدما

ولو قتل الهجر المحبين كلهم ... مضى بلد باق أجدت له صرما

عرفت الليالي قبل ما صنعت بنا ... فلما دهتني لم تزدني بها علما

أتاها كتابي بعد يأس وترحة ... فمات سرورا بي فمت بها هما

حرام على قلبي السرور فإنني ... أعد الذي ماتت به بعدها سما

تعجب من خطي ولفظي كأنها ... ترى بحروف السطر أغربة عصما

وتلثمه حتى أصار مداده ... محاجر عينيها وأنيابها سحما

رقا دمعها الجاري وجفت جفونها ... وفارق حبي قلبها بعدما أدمى

ولم يسلها إلا المنايا وإنما ... أشد من السقم الذي أذهب السقما

طلبت لها حظا ففاتت وفاتني ... وقد رضيت بي لو رضيت لها قسما

فأصبحت أستسقي الغمام لقبرها ... وقد كنت أستسقي الوغى والقنا الصما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015