متى العهد بالأهل الذين تركتهم ... لهم في فؤادي بالعراق نصيب
فما ترك الطاعون في ذي قرابة ... إليه إذا حان الإياب نؤوب
فقد أصبحوا لا دارهم منك غربة ... بعيد ولا هم في الحياة قريب
وكنت ترجي أن تؤوب إليهم ... فغالتهم من دون ذاك شعوب
وإنا وإياهم كوادر منهل ... على حوضه بالباكيات نهيب
إليه تناهينا ولو حال دونه ... مياه رواء كلهن شروب
فهون عني بعض وجدي أنني ... رأيت المنايا تغتدي وتؤب
ولسنا بأحيا منهم غير أننا ... إلى أجل ندعى له فنجيب
وإني إذا ما شئت لاقيت أسوة ... تكاد لها نفس الحزين تطيب
فتى كان ذا أهل ومال فلم يزل ... بد الدهر حتى صار وهو حريب
وكيف عزاء المرء عن أهل بيته ... وليس له في الغابرين حبيب
متى يذكروا يفرح فؤادي لذكرهم ... ويسجم دمع بينهن نحيب
دموع سراها الشجو حتى كأنها ... جداول تجري بينهن غروب
إذا ما أردت الصبر هاج لي البكا ... فؤاد إلى أهل القبور طروب
فوجدي بأهلي وجدها غير أنهم ... شباب يزنون الندى ومشيب
قصيدة أبي ذؤيب الهذلي وهو خويلد بن خالد وكان له أولاد سبعة فماتوا كلهم إلا طفلاً فقال يرثيهم
أمن المنون وريبها تتوجع ... والدهر ليس بمعتبٍ من يجزع
قالت إمامة ما لجسمك شاحبا ... منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع