ولا بكهام ناكلٍ عن عدوه ... إذا هو لاقى حاسر أو مقنعا

إذا ضرس الغزو الرجال وجدته ... أخا الحرب صدقا في اللقاء سميدعا

أقول وقد طار السنا في ربابه ... بجون تسح الماء حتى تريعا

تحيته مني وإن كان نائيا ... وأمسى ترابا فوقه الأرض بلقعا

فكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

وفقد بني أمي تولوا ولم أكن ... خلافهم أن أستكين فأخضعا

ولكنني أمضي على ذاك مقدما ... إذا بعض من يلقى الخطوب تضعضها

قعيدك أن لا تسمعيني ملامة ... ولا تنكئي جرح الفؤاد فيجعا

وحسبك أني قد جهدت فلم أجد ... بكفي عنه للمنية مدفعا

سقى الله أرضا حلها قبر مالك ... رهام الغوادي المزجيات فأمرعا

لشبل بن معبد البجلي يرثي بنيه وكانوا أصيبوا بالطاعون

أتى دون حلو العيش حتى أمره ... نكوب على آثارهن نكوب

تتابعن في الأحباب حتى أبدنهم ... فلم يبق منهم في الديار غريب

برتني صروف الدهر من كال جانب ... كما تبترى دون اللحاء عسيب

فأصبحت إلا رحمة الله مفرداً ... لدى الناس صبراً والفؤاد كئيب

إذا رد قرن الشمس عللت بالأسى ... ويأوي إلي الحزن حين يؤوب

ونام خلي البال عني ولم أنم ... كما لم ينم نائي الفناء غريب

فقلت لأصحابي وقد قذفت بنا ... نوى غربة عمن يحب شطوب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015