تراه خميص البطن والزاد حاضر ... عتيد ويغدو في القميص المقدد

وإن مسه الإقواء والجهد زاده ... سماحا وإتلافا لما كان في اليد

صبا ما صبا حتى علا الشيب رأسه ... فلما علاه قال للباطل ابعد

وطيب نفسي أنني لم أقل له ... كذبت ولم أبخل بما ملكت يدي

لما دفن المهلهل أخاه كليبا قام على قبره يرثيه

أهاج قذاء عيني الاذكار ... هدوءا فالدموع لها انحدار

وصار الليل مشتملا علينا=كأن الليل ليس له نهار

وبت أراقب الجوزاء حتى ... تقارب من أوائلها انحدار

أصرف مقلتي في إثر قوم ... تباينت البلاد بهم فغاروا

وأبكي والنجوم مطلعات ... كان لم تحوها عني البحار

على من لو نعيت وكان حيا ... لقاد الخيل يحجبها الغبار

دعوتك يا كليب فلم تجبني ... وكيف يجيبني البلد القفار

أجبني يا كليب خلاك ذم ... ضنينات النفوس لها مزار

أجبني يا كليب خلاك ذم ... لقد فجعت بفارسها نزار

سقاك الغيث إنك كنت غيثا ... ويسرا حين يلتمس اليسار

أبت عيناني بعدك أن تكفا ... كأن قذى القتاد لها شفار

وإنك كنت تحلم عن رجال ... وتعفو عنهم ولك اقتدار

وتمنع أن يمسهم لسان ... مخافة من يجير ولا يجار

كأني إذ نعى الناعي كليبا ... تطاير بين جنبي الشرار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015