أيا ولدي قد زاد قلبي تلهبا ... وقد حرقت مني الشؤون المدامع
وقد أضرمت نار المصيبة شعلة ... وقد حميت مني الحشا والأضالع
وأسأل عنك الركب هل يخبرونني ... بحالك كيما تستكن المضاجع
فلم يك فيهم مخبر عنك صادق ... ولا فيهم من قال إنك راجع
فيا ولدي مذ غبت كدرت عيشتي ... فقلبي مصدوع وطرفي دامع
وفكري مسقوم وعقلي ذاهب ... ودمعي مسفوح وداري بلاقع
تتابع أحداث تخر من إخوتي ... فشيبن رأسي والخطوب تشيب
لعمري لئن كانت أصابت منية ... أخي والمنايا للرجال شعوب
لقد كان أما حلمه فمروح ... علي وأما جهله فغريب
أخي ما أخي لا فاحش عند بيته ... ولا ورع عند اللقاء هيوب
أخ كان يكفيني وكان يعينني ... على النائبات السود حين تنوب
حليم إذا ما سورة الجهل أطلقت ... حبي الشيب للنفس اللجوج غلوب
هو العسل الماذي حلما وشيمة ... وليث إذا لاقى العداة قطوب
هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا ... وماذا يؤدي الليل حين يؤوب