خلت سبيل أتي كان يحبسه ... ورفعته إلى السجفين فالنضد

أضحت خلاء وأضحى أهلها احتملوا ... أخنى عليها الذي أخنى على لبد

فعد عما مضى إذ لا ارتجاع له ... وانم القتود على عيرانة أجد

مقذوفة بدخيس النحض بازلها ... له صريف صريف القعو بالمسد

كأن رحلي وقد زال النهار بنا ... بذي الجليل على مستأنس وحد

من وحش وجرة موشي أكارعه ... طاوي المصير كسيف الصقيل الفرد

سرت عليه من الجوزاء سارية ... تزجي المشال عليه جامد البرد

فارتاع من صوت كلاب فبات له ... طوع الشوامت من خوف ومن صرد

فبثهن عليه واستمر به ... صمع الكعوب بريئات من الحرد

فهاب ضمران منه حيث يوزعه ... طعن المعارك عند المحجر النجد

شك الفريصة بالمدرى فأنقذها ... شك المبيطر إذ يشفي من العضد

كأنه خارجا من جنب صفحته ... سفود شرب نسوه عند مفتأد

فظل يعجم أعلى الروق منقبضا ... في حالك اللون صدق غير ذي أود

لما رأى واشق إقعاص صاحبه ... ولا سبيل إلى عقل ولا قود

قالت له النفس إني لا أرى طمعا ... وإن مولاك لم يسلم ولم يصد

فتلك تبلغني النعمان إن له ... فضلا على الناس في الأدنى وفي البعد

ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه ... وما أحاشي من الأقوام من أحد

إلا سليمان إذ قال الإله له ... قم في البرية فاحددها عن الفند

وخيس الجن إني قد أذنت لهم ... يبنون تدمر بالصفاح والعمد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015